الرئيسية » تحرر الكلام » الجيوش الوطنية والثورات العربية

الجيوش الوطنية والثورات العربية

دراسة منهجية تجريبية موثقة ننشرها على صفحات هذه الصحيفة 

(30)

الحاكم وبطانته هم النظام السياسي وهم يملكون الدولة

اخترقت الدول الأبوية وفق السائد لديها من أفكار مستقاة من بيئتها شكلاً للنظام السياسي يحقق مصالحها وأهدافها ، ولا يتوافق بحال مع نظرية النظام السياسي : 

البند الأول : نظرية النظام السياسي : النظام السياسي هو كيان يحوي مجموعة من المفردات تجري بينها تفاعلات تفرز متغيرات ومستجدات ، تصيغ الأساليب والوسائل التي يحقق بها المجتمع أهداف وجوده ، ومن هذا التعريف نخلص إلى العناصر التالية في تعريف النظام السياسي :

أ : النظام السياسي عبارة عن كيان : وهذا يعني أن له مكونات أو مفردات ، وهو حاوية لتلك المفردات ، ويتشكل بفعل فاعل وهو المجتمع من أجل تحقيق أهداف محددة والقيام بوظائف معينة .

ب : المكونات أو المفردات التي يتكون منها النظام السياسي تتم بينها تفاعلات ، تحفظ توازن النظام ، وتساعده على تحقيق أهدافه والقيام بوظائفه ، والتفاعل مع البيئة أو الوسط الذي يوجد فيه .

ت : التفاعلات التي تتم بين مفردات النظام السياسي تشكل الوسائل والأدوات التي تمكّن النظام من تحقيق أهدافه ، وتساعده على القيام بوظائفه .

ث : النظام يتفاعل مع البيئة التي يوجد فيها ويعتبر إفرازاً لها ، من خلال وسائل وأدوات ، وكذا من خلال وظائف تمثل مقاييس لنجاح النظام في أداء مهامه وتحقيق أهدافه . 

ج :تتوزع أهداف النظام السياسيبين أهداف رئيسة أساسية حددها المجتمع سلفاً واستقر عليها، وبين أهداف ثانوية تُرك تحديدها وتعيينها لمرئيات القائمين على النظام السياسي .

ح :النظام السياسي يتكفل بتحقيق أهداف المجتمع بشكل شامل وعام في كافة نواحي الحياة من سياسية واقتصادية واجتماعية ، ويعتبر هو النظام الرئيس وما دونه فهي أنظمة فرعية اقتصاديةواجتماعيةوثقافية وحضارية .

البند الثاني : النظام السياسي في الدولة الأبوية القبلية الاستبدادية [البحرين نموذجاً] : ولو انتقلنا من النظرية إلى التطبيق ، لوقفنا على حقيقة النظام السياسي في الدولة الأبوية القبلية الاستبدادية ونموذجها في البحرين على النحو التالي :

أ : الحاكم وبطانته هم النظام السياسي :لا وجود للمؤسسات في النظام السياسي الأبوي ، وإن وُجدت شكلاً فلا جوهر لها ولا دور ، أما مكونات النظام السياسي فهم بطانة الحاكم وهو على رأسهم ، ولا وجود لما يسمى بالتفاعلات بين أفراد البطانة والحاكم ، ولكن ثمة نمطاً من العلااقات المستقيمة الرتيبة والمنتظمة تهبط من أعلى أي من الحاكم إلى الأسفل أي البطانة والحاشية ثم تنتشر أفقياً بين الناس .

والنظام الأبوي لا يتفاعل مع البيئة أي المجتمع إلا في أضيق الحدود ، فهو يقوم بالدور وفق ما يرى وحسب قناعات الحاكم ، ويتمتع بإصرار وتصميم على المضي في طريقه وفق ما خطط لنفسه ، وليس وفق المتغيرات والمستجدات ، إلا إذا اضطرته ظروف قاهرة إلى الخضوع لما تفرضه تلك المتغيرات والمستجدات ، وذلك من أجل احتوائها وتطويعها .

ولا تتوافق أهداف النظام السياسي الأبوي غالباً مع رغبات أفراد المجتمع ، بل تتفق مع ما يحقق أهدافه ومصالحه في الحفاظ على وجوده واستمراره ، أما اهتمام النظام الأبوي بأهداف المجتمع فما هي إلا ردود أفعال عندما تشتد الضغوط، سواء من الداخل أي من قبل المواطنين ، أو من الخارج في شكل انتقادات من القوى الكبرى والمؤسسات الدولية .

ب : النظام السياسي هو الدولة : وهنا تندمج مؤسسات الدولة بمؤسسات النظام السياسي كما سبق وأوضحنا ، ويصبح النظام السياسي أي الحاكم وبطانته هو الدولة وهذه هي أكثر الدول والنظم السياسية تخلفاً واخفاقاً ، فالتخلف يبدو في دولة ونظام منفصلين عن الواقع المعاصر وتعيشان في غياهب التاريخ ، أما الإخفاق فيتجسد في تقاعس الدولة والنظام عن تحقيق أهداف المجتمع واكتفائهما بتحقيق أهدافهما في الوجود والاستمرار . 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.