الرئيسية » تقارير » السيسي يمضي على خطى السادات ونتنياهو يصفق له

السيسي يمضي على خطى السادات ونتنياهو يصفق له

 

وطن-  ترجمة خاصة”- قالت صحيفة يسرائيل هيوم الاسرائيلية إن الزيارة القصيرة التي أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى القدس، في بداية الأسبوع الماضي، والجهد المصري الكبير لعقد مؤتمر إقليمي في القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، يذكرنا جيدا بتلك الأحداث التي وقعت في المنطقة عام 1977، عندما كانت إسرائيل ومصر سريعتان للعمل من وراء ظهر الأمريكيين، لمنع عقد مؤتمر دولي لأنهما يشعران بالقلق من النتائج.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أنه بعد فترة وجيزة من انتخاب مناحيم بيغن طلب رئيس الوزراء النظر في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر، وقال إنه مستعد من حيث المبدأ لقبول أي تنازل عن الأراضي في شبه جزيرة سيناء، في حالة أنه لن يضطر لدفع تعويض للشعب الفلسطيني وبدلا من القيام بأي تنازلات إقليمية في الضفة الغربية.

 

وخلال زيارة لرومانيا في شهر أغسطس عام 1977، التقى بيجن مع الرئيس ثم نيكولاي تشاوشيسكو وقال إنه يرغب في لقاء الرئيس المصري، أنور السادات، وأعرب تشاوشيسكو عن اهتمامه الكبير للمساعدة في التوسط بينهما، وبعدها عقد الاجتماع الأكثر أهمية في هذه الفترة ما بين وزير الخارجية الجديد، موشيه دايان، ونائب رئيس وزراء مصر، حسن التهامي، بعد ثلاثة أسابيع في المغرب، تحت رعاية الملك الحسن الثاني.

 

وأوضحت يسرائيل هيوم أن الأميركيون لم يكونوا على علم بعملية الاتصال المباشرة بين إسرائيل ومصر في ذلك الوقت، والرئيس جيمي كارتر، الذي لم يعجبه اسحق رابين، أصبح بيغن مكروها أكثر منه ويعتقد أنه سيكون من المستحيل تعزيز رؤية السلام الأمريكية دون مؤتمر دولي، يرشد الطرفين لكيفية المضي قدما.

 

وفي الاجتماع الأول بينهما في منتصف شهر يوليو، بعد وقت قصير من تشكيل بيغن للحكومة، قدم كارتر له رؤية وموعد جديد للمؤتمر في جنيف، وانقطع النقاش في نهاية عام 1973 بسبب الانتخابات في إسرائيل، وجدد العالم آماله في تحقيق سلام شامل بين إسرائيل وجميع جيرانها، وقال إن المؤتمر الذي يسعى له كارتر سيعقد على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338، وستطالب إسرائيل أن تعلن عن استعدادها للتخلي عن الأراضي التي احتلتها عام 1967 والموافقة على تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

 

حينها ارتجف بيجن وأعرب عن تقديره للعلاقة مع الولايات المتحدة، ولكنه لم يكن مستعدا للوفاء بالسياق الفلسطيني، ولم يخف استجابته لطلب الرئيس الأمريكي، لكنه كان يتلاعب ويقول أن هناك من يعارضون فكرة المؤتمر، وذلك في محاولة للتخفيف من الغضب الأمريكي وحتى تتحقق إمكانية لقاء مباشر مع مصر.

 

وكانت المفاجأة في عام 1977 عندما قرر السادات الاجتماع مع القيادة الإسرائيلية، وليس تحقيق طلب كارتر، ووضعه أمام الأمر الواقع، لكنه كان سعيدا بذلك، لأن هذا كان ثورة حقيقية في موقف الدولة العربية الأكبر والأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل، من دون الاضطرار إلى التخلي علنا على الأقل عن أي شيء.

 

والنتائج كانت زيارة السادات إلى إسرائيل المذهلة وبعيدة المدى، وتم إلغاء مؤتمر جنيف، لصالح كلا الطرفين، وفي سبتمبر 1978، توصل الطرفان مع مساعدة من الرئيس كارتر لاتفاق إطار، وبعد ستة أشهر اتفاق سلام، وحصلت إسرائيل على عدة مكاسب منها نزع السلاح من شريط طويل على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع سيناء دون أي تسوية إقليمية.

 

وعلى ضوء ما سبق كانت المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لتعزيز السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، التي انطلقت قبل أسابيع قليلة في اجتماع وزراء الخارجية في باريس، من دون مشاركة إسرائيل والفلسطينيين، ولم يرحب بها في المنطقة، ولذلك فإن نية المنظمين تقديم الاتفاقية في نهاية العام كمشروع قرار لمجلس الأمن بالأمم المتحدة.

 

واعتبرت الصحيفة أن الواقع الآن، كما هو الحال في عام 1977، كان هناك تقارب واهتمام بالمصالح يجعل نتنياهو في الموقف التقليدي للحق، الذي يخاف أن العالم سوف يطلب منه ما لا يستطيع الوفاء بها، وبالتالي رفض فكرة المؤتمر، وفضل عقد اجتماع إقليمي برعاية مصرية يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأ الآن يخدم مصر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا سيما وأنها عضو غير دائم.

 

واختتمت يسرائيل هيوم تقريرها بأن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية مصرية، وربما بمشاركة أردنية أو غيرها، قد يكون المخرج الأكثر ملاءمة للجميع، بمن فيهم الرئيس محمود عباس، الذي يحتاج للدعم المصري.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.