الرئيسية » الهدهد » أهالي الفلوجة لا يريدون العودة إلى مدينتهم.. باتت مدينة ملعونة باعتقاد أم عصام

أهالي الفلوجة لا يريدون العودة إلى مدينتهم.. باتت مدينة ملعونة باعتقاد أم عصام

 

رغم إعلان الجيش العراقي سيطرته الكاملة على مدينة الفلوجة وطرد جميع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، يصر العديد من أهالي المدينة الذين نزحوا عنها أثناء المعارك على عدم العودة إليها مع أنهم يعانون من الحرارة الشديدة والعواصف الرملية في المخيمات التي يقيمون فيها.

 

أعلنت القوات العراقية يوم الأحد 26 حزيران/يونيو سيطرتها الكاملة على مدينة الفلوجة التي كانت تعد معقلا أساسيا لتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد عمليات عسكرية مكثفة دامت شهرا كاملا داخل المدينة وفي محيطها.

 

وقالت السلطات إن الدمار الذي لحق بالمدينة كان محدودا، وتعهدت بالسماح بعودة عشرات آلاف المدنيين إلى منازلهم حال الانتهاء من تنظيفها من القنابل والمفخخات المزروعة في المنازل.

 

ولكن العديد من المدنيين الذين نزحوا من المدينة خلال سير المعارك يرفضون العودة إلى المدينة. وفق ما ذكرت فرانس 24.

 

“مدينة ملعونة”

عاشت أم عصام (42 عاما) أكثر من عامين من الجوع والحصار في ظل وجود التنظيم الجهادي المتطرف، وتعتبر أنها لا يمكن أن تعيش بسعادة مجددا في الفلوجة. وتستذكر قائلة “والله ابني، خمس سنوات، طلب أن أقتله لانه كان جائعا جدا ولم يعد يتحمل”.

 

وتعرضت أم عصام للإجهاض قبل أشهر قليلة، نتيجة الهلع والخوف جراء تعرض مبنى قريب من بيتها، إلى ضربة جوية.

 

وتقول السيدة وهي تحمل أحد اطفالها التسعة في عامرية الفلوجة التي لجأت إليها مع عائلتها بعد بدء الحملة العسكرية على الفلوجة القريبة “حدثت فوضى وشعرت برعب، وفقدت توأما (…). لم يكن لدي طعام واضطررت إلى التوجه إلى المستشفى”.

 

وكانت أم عصام تتحدث على مقربة من أحد مخيمات النازحين التي يتولى المجلس النرويجي للاجئين إدارته وتأمين مواد أساسية لنازحين جدد فيه.

 

وتقدم لكل خيمة تسكنها عائلة واحدة، مجموعة من المواد الأساسية تشمل معدات للطبخ ومصباح خيمة وفرشا للنوم وحاوية لخزن الماء.

 

وتقول أم عصام “هنا نستطيع البقاء، رغم أن الجو حار ونتعرض لعواصف رملية، ولا يوجد ماء أو طعام كاف”.

 

وتضيف “لا أريد العودة، مررنا بالكثير، الأمريكيون والقاعدة و’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘)ومجاعة (…). لا أدري ما سيكون هناك بعد ذلك، هذه مدينة ملعونة. لن أعود” إليها.

 

ورغم انتهاء العمليات العسكرية بشكل شبه كامل في المنطقة، استمر تدفق النازحين، الأمر الذي أدى إلى تصاعد حدة الأزمة الإنسانية.

 

ودفع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى 45 ونقص المواد الأساسية منظمات الإغاثة للتحذير من كارثة وشيكة.

 

ووصلت كفاح صالح مع عائلتها إلى المخيم منذ عشرة أيام، لكنها حتى اليوم لم تحصل على خيمة للنوم تحتها.

 

وافترشت المرأة وأطفالها بطانية سوداء لطختها الأوساخ لتنام في العراء أو تستند معهم إلى جدار قريب لمسجد المخيم الذي مازال قيد الإنشاء.

 

وتقول “زوجي يعمل في المخيم للمساعدة في نصب الخيم، لكننا لانملك خيمة خاصة بنا، هل تتخيل؟”.

 

وتضيف السيدة التي نزحت وعائلتها من منطقة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة)، أن “منطقتنا ليست آمنة، ولا أتوقع أنها ستتحسن”.

 

وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى إعلانه النصر متحدثا من وسط الفلوجة الأحد، أن جهودا تبذل ليتمكن المدنيون من العودة.

 

وقال “إن شاء الله، سوف تتم إعادتهم إلى مناطقهم بعد أن نضمن أن المنازل آمنة وليست مفخخة”.

 

وقد تشكل التوجهات الطائفية عائقا أمام عودة الأهالي الذين انتشروا في مخيمات للنازحين حول الفلوجة.

 

وتقول كفاح “اختفى عدد كبير من الرجال، وبعض جيراننا ذبحوا على يد الحشد الشعبي”، في إشارة إلى الفصائل الشيعية المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية العراقية.

 

واتهمت هذه الفصائل بالقيام بأعمال انتقامية من العرب السنة في الفلوجة.

 

وأفاد مسؤولون محليون وبعض المنظمات الحقوقية وشهود عيان عن وقوع انتهاكات قام بها بعض مقاتلي الحشد الشعبي خلال المراحل الأولى من عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة في مناطق حول المدينة.

 

وتقول كفاح بصوت حزين “لا أدري تماما ما حدث لمنزلنا، لكن في كل الأحوال، أصبح الآن في منطقة عسكرية، أنا خائفة مما قد يحدث” بعد ذلك.

 

وتضيف “إن شاء الله لن أرجع ، سأبحث عن مكان آخر آمن، ربما إربيل أو السليمانية في كردستان” في شمال العراق.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.