الرئيسية » الهدهد » واشنطن بوست: الفلوجة بين كمّاشتين وأربعة من عشيرة العكاش ماتوا تحت تعذيب المليشيات

واشنطن بوست: الفلوجة بين كمّاشتين وأربعة من عشيرة العكاش ماتوا تحت تعذيب المليشيات

“وكالات- وطن”- تقول منظمة حقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) والمسؤولون العراقيون إن مقاتلي الدولة الاسلامية (داعش) أطلقوا النار على المواطنين الذين حاولوا الفرار من مدينة الفلوجة، في وقت يبدو فيه أن القوات الموالية للحكومة قامت بضربهم وتعذيبهم خلال العمليات الهادفة إلى استعادة السيطرة على المدينة.

 

وتعكس هذه الروايات – التي لم يتسنّ التأكد منها بصورة مستقلة – يأس المتمردين الذي يحاولون الحفاظ على المدينة التي تعد موطئ القدم الرئيسي لهم نحو بغداد. وفق ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

 

غير أن هذه الاتهامات تعكس أيضا التصدعات الطائفية العميقة التي قد تعقد مستقبل القتال الهادف إلى ازاحة الدولة الاسلامية من مواقعها بما في ذلك قاعدتها الاساسية شمال العراق.

 

وقد استخدم متمردو تنظيم الدولة الاسلامية ما يقدر عدده بخمسين ألف مدني عالقين في المدينة التي تطوقها القوات الحكومية كدروع بشرية، وقاموا بقتل اولئك الذي حاولوا الهرب، وذلك حسب ما افادت به مجموعات حقوق الانسان والمسؤولون العراقيون لصحيفة واشنطن بوست.

 

بالمقابل، يقولون، إن الميليشيات الشيعية المتحالفة مع الحكومة القت القبض على المواطنين الفارين من الفلوجة والمناطق المجاورة وعرضتهم للضرب المبرح.

 

ووفقا للمسؤولين المحليين المطلعين على الأحداث فقد لقي ما لا يقل عن أربعة أشخاص مصرعهم متأثرين بجراحهم.
وتؤكد المزاعم كيف أن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من البلاد الذي تمزقها الحرب قد يعيق العلاقات المتوترة بين المجموعات الدينية في العراق.

 

وقد ادى تدخل الميليشيات الشيعية المتحالفة مع الحكومة إلى إثارة المخاوف بشأن التشاحن الطائفي في مدينة الفلوجة التي تقع في قلب المنطقة السنية في العراق وعلى بعد 50 كم غرب بغداد. ويشعر الكثير من السنة، بما في ذلك أولئك الذين يقاتلون الدولة الاسلامية، بعدم الارتياح حيال نفوذ مجموعات الميليشيات الشيعية التي حظت بالهيمنة على الشأن العراقي منذ عام 2003.

 

وقالت بلقيس ويل، الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش والتي تتخذ من العراق مقرا لها بأن المنظمة “تتسلم المزيد من التقارير حول الانتهاكات بما في ذلك الانتهاكات التي تقوم بها الدولة الاسلامية والاعدامات غير القانونية التي تقوم بها القوات الحكومية ضد المدنيين الأمر الذي يعد خرقا لقوانين الحرب”.

 

ويستند جزء من النتائج التي تم التوصل إليها إلى مقابلات اجريت مع أعضاء المجالس المحلية في الصقلاوية، احدى ضواحي الفلوجة.

 

وقال المسؤولون المحليون بأنهم بعثوا بشكوى رسمية إلى مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن الانتهاكات المزعومة لما لا يقل عن 1250 رجلا يقال انهم كانوا قد احتجزوا وتعرضوا للضرب على أيدي ميليشيات شيعية مؤيدة للحكومة.

 

وأكد عضوان في المجلس البلدي في الصقلاوية خلال اتصال هاتفي بأن الميليشيات القت القبض على هؤلاء الرجال في بداية الهجوم على الفلوجة واحتجزتهم من دون السماح لهم بالاتصال الخارجي داخل بيوت استولت عليها في الصقلاوية.

 

وأضاف العضوان بأن الرجال المحتجزين، ومعظمهم من عشيرة (العكاش) تعرضوا إلى ضرب وحشي بهراوات حديدية وكابلات حيث لقي أربعة منهم حتفهم.

 

إلى ذلك، تقول السيدة ويل بأن السلطات العراقية منعت مجموعات حقوق الانسان من إجراء المقابلات مع الضحايا المزعومين.

 

وذكر أعضاء مجلس بلدية الصقلاوية يوم الاحد أن الميليشيات أطلقت سراح 650 رجلا من بين الرجال المحتجزين في معسكر طارق، حيث تشرف القوات الحكومية على الهجوم الدائر على الفلوجة.

 

ويقول عبد الله اسماعيل مخلف، عضو مجلس بلدية الصقلاوية الذي أكد بأنه قابل بعض الرجال المحتجزين بأن رجال الميليشيات “قاموا بالتعرض للرجال بالضرب المبرح، وأن الجروح كانت ظاهرة على وجوههم، وكانت عظامهم قد تهشمت وآثار التعذيب ظاهرة بشدة على اجسادهم. ويذكر بأن قوات الشرطة المحلية تستجوب عددا منهم تحسبا لصلاتهم بالدولة الاسلامية، غير أن العديد منهم مدنيين.

 

وأضاف مخلف بأن بعضا ممن اطلق سراحهم زعموا بأن نحو 600 من الرجال المحتجزين، ممن لازالوا في عداد المفقودين، قد اعدموا من دون محاكمة. ولم يتسنّ التأكد من صحة الادعاء.

 

وكانت قناة الجزيرة الناطقة باللغة العربية قد عرضت لقطات يوم الاثنين لضحايا مزعومين تظهر آثار الجروح والتعذيب على اجسادهم.

 

وفي الوقت الذي نفت فيه المصادرة الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية تورطها في أعمال القتل والتعذيب، يخشى المسؤولون السنة أن تقوم الميلشيات الشيعية بالانتقام من أهالي الفلوجة بسبب الهجمات التي تشنها الدولة الاسلامية بما في ذلك سلسلة التفجيرات التي وقعت مؤخرا في بغداد.

 

وكان العديد من المدنيين قد تعرضوا للغرق خلال الايام القليلة الماضية لدى محاولتهم الفرار من الفلوجة عبر اجتياز نهر الفرات القريب من المدينة وذلك وفقا للجنة الانقاد الدولية. وذكرت المنظمة أن الدولة الاسلامية تلجأ على ما يبدو إلى تدمير الزوارق لتعقيد عملية اجتياز النهر.

 

وتوجه الميلشيات الشيعية الاتهامات إلى الدولة الاسلامية بانها استخدمت الانتحاريين في الصقلاوية الاسبوع الماضي لمهاجمة المقاتلين الفارين وتمنع الآخرين من مغادرة المناطق التي تسيطر عليها.
واشنطن بوست

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.