الرئيسية » الهدهد » التونسي ورمضان: الأسعار تكوي والجودة تشوي

التونسي ورمضان: الأسعار تكوي والجودة تشوي

“خاص-وطن”-شمس الدين النقاز”-ساعات تفصل تونس عن دخول شهر رمضان الكريم، ولكنّ علاقة التونسي بهذا الشهر المبارك خلال السنوات الأخيرة، أصبحت متوتّرة قليلا بسبب غلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائيّة للمواطن العادي وضعف الجودة.

 

وتتغير عادات استهلاك التونسي خلال شهر رمضان، وترتفع أغلب مؤشراته لتصل إلى أكثر من 400 بالمائة في بعض المواد بل ويقبل التونسي على استهلاك السكريات ضاربا عرض الحائط بنصائح المختصين في التغذية ورافعا مؤشر التبذير إلى معدلات قياسية.

 

وتشير الدراسات المقارنة التي أنجزها المعهد الوطني للإستهلاك حول الإستهلاك في تونس خلال شهر رمضان مقارنة ببقية الأشهر “أن استهلاك السكريات يرتفع بنسبة 60 بالمائة خلال شهر رمضان رغم الأمراض المترتّبة عن ذلك”.

 

وبين المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك في حديث أدلى به لوكالة الأنباء التونسية (وات) أن التونسي يقبل على استهلاك بعض الأكلات التقليدية خلال شهر رمضان على غرار البسيسة (51 بالمائة) ويميل إلى استهلاك مواد دون أخرى نظرا لتراجع قدراته الشرائية.

 

النظر في أسعار السلع المعروضة

 

وفي أغلب الأسواق، يمعن المواطن التونسي النظر في أسعار السلع المعروضة، بحثا عن أقلّها ثمنا، خاصة ربات البيوت، فمنهن من تغادرن السوق وسلالهن لا تحوي سوى القليل من الخضر وقد عبّرن عن غضبهن من عدم قدرتهن على ملئ “القفة” التي تعوّدن على ملئها بمختلف أنواع الخضر والغلال وقد رجّحن أن سبب الإرتفاع المشطّ للأسعار يعود إلى غياب الأجهزة الرقابية من ناحية وإلى عدم مراعاة المقدرة الشرائية المتدهورة أصلا، وفق ما نقلت عنهنّ جريدة المساء.

 

وتصيف “المساء” أما الخضروات فهي تتراوح بين 800 إلى 1200 مليم للطماطم، ودينار فما أكثر للبصل والفلفل، وارتفع سعر لحم الدجاج المقطّع إلى 5600 مليم بعد أن كان 4500 مليم فقط، فيما تراوح سعر اللحوم الحمراء بين 18 دينار ونصف و22 دينارا (حوالي 11 دولارا).

 

وتظلّ عملية اقتناء السمك صعبة للغاية بين نقص تواجده في الأسواق وأسعاره المفزعة خصوصا إذا ما فكّر المواطن في شراء نوع آخر عدا السردين وهذا الأخير بلغت أسعاره 5 دنانير في الكثير من الأوقات علما وأنّ السمك كان في السابق في متناول الفئات الضعيفة والمتوسطة إلى حدود تطوّر عملية التصدير وسطوة المطاعم والنّزل السياحية التي باتت الوجهة المفضّلة للمتحكّمين في السوق والمحتكرين.

 

وفي هذا السياق يقول الدكتور معز الجودي إن الأزمة الإقتصادية تؤثر بطريقة مباشرة في الطبقة المتوسطة التي كانت تمثل نقطة قوة الإقتصاد التونسي ولها إمكانيات محترمة تساهم من خلالها في دفع الإستهلاك وبالتالي في دفع النمو ودفع العجلة الإقتصادية.

 

وأضاف الجودي في تصريحات سابقة نقلتها عنه جريدة “الشروق” التونسية أن الطبقة المتوسطة تراجعت من 80 بالمائة من التونسيين قبل الثورة إلى أقل من 60 بالمائة إثرها، مشيرا إلى أنه وحسب بيانات رسمية من المعهد الوطني للإحصاء تراجعت المقدرة الشرائية عند التونسيين بحوالي 40 بالمائة من 2011 إلى 2015 وهو ما يمثل تراجعا كبيرا جدا حسب وصفه.

 

ويسعى التونسيون خلال شهر رمضان إلى تلبية حاجياتهم الإستهلاكية بأقل كلفة ممكنة دون الإكتراث أحيانا بجودة المنتوجات ولا بقيمتها الغذائية.

 

وأوضح المدير العام للمعهد الوطني للإستهلاك طارق بن جازية أن المستهلك يقوم لتلبية حاجته من البروتين، باستهلاك المزيد من البيض لترتفع معدلات الإستهلاك من 16 عشر بيضة شهريا خلال الأشهر العادية إلى 36 بيضة خلال شهر رمضان 2015.

 

الزلابية التونسية من أكثر الحلويات شهرة واستهلاكا في شهر رمضان

وكشف سليم سعد الله، رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، أن المنظمة ستتدخل يوميا عبر مختلف مكاتبها الجهوية لمراقبة أسعار المواد الإستهلاكية وكيفية تزويد الأسواق في كافة ولايات الجمهورية خلال شهر رمضان المعظم.

 

وأضاف سعد الله، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء “وات” أن أعضاء المكتب الوطني سيتدخلون يوميا عبر الإذاعات الوطنية والجهوية وبعض الإذاعات الخاصة، لترشيد المستهلك وتوجيهه نحو أسواق تكون أسعارها منخفضة، مقارنة بأسواق أخرى، داعيا المواطنين إلى ضرورة الإبتعاد عن مسالك التوزيع الموازية وتجنب اللهفة خلال شهر رمضان.

 

وأكّد على ضرورة تعديل الأسعار التي تبقى مرتفعة مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطن، قائلا “أن المنظمة لا تستبعد إمكانية مقاطعة بعض المواد مرتفعة الأسعار”.

 

و لاحظ سعد الله أن أسعار اللحوم البيضاء سجلت ارتفاعا ملحوظا هذه المدة ولا بد من تعديل هذه الأسعار، مشيرا إلى أن المنظمة أشعرت وزارة التجارة بهذا الأمر خصوصا وأن المواطن التونسي وبحكم تدهور مقدرته الشرائية أصبح يتوجه أكثر إلى اللحوم البيضاء.

 

تونس تعيش إرهابا غذائيّا

 

وفي وقت سابق كشف سعد الله في حواره مع صحيفة “التونسية” أنّ تونس اليوم تعيش “إرهابا غذائيا” مع كل التجاوزات الحاصلة من بعض الأطراف، كبيع لحم الحمير والعصائر المعدة في أماكن لا تتوفر فيها أدنى شروط الصحة الغذائية وأيضا المخلّلات المتعفنة وغيرها من المواد التي تمثل خطرا على صحة وسلامة المواطن وتضرب الإقتصاد الوطني.

 

ويشكو التونسي خلال السنوات الّتي أعقبت 14 يناير من الغلاء الفاحش في الأسعار وقلّة الجودة.

 

وتقول الخالة سالمة لـ”وطن” الأسواق لا يمكن الإقتراب منها فالمنتوجات موجودة ولكن الجودة رديئة والأسعار مرتفعة وخاصّة أسعار اللحوم الحمراء.

 

وكان أحد الجزّارة قد اشتكى لـ”وطن” من الإقبال الضعيف على اللحوم الحمراء خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب ارتفاع أثمانها وتدنّي المقدرة الشرائيّة للتونسي  والأوضاع الإقتصاديّة الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

 

ويصل سعر الكيلوغرام من لحم الضأن إلى 23 و24 دينارا (12دولارا) خلال شهر رمضان، في وقت يرتفع فيه استهلاك الفرد في تونس من لحوم الضأن من 760،0 كيلوغراما من اللحوم الحمراء إلى كيلوغرام واحد خلال شهر رمضان في حين يزيد ارتفاع استهلاك التونسي من لحم الأبقار بنسبة 47 بالمائة .

 

وتشير دراسات المعهد الوطني للإستهلاك إلى الإرتفاع الهام في استهلاك كبد الدواجن بنسبة 140 بالمائة وكذلك كبد الابقار التى تبقي أقل سعرا من اللحم، ويُقبل المستهلك التونسي خلال شهر رمضان على استهلاك اللحوم البيضاء فيزيد استهلاكه لها بنسبة 41 بالمائة وكذلك صدر الدجاج “الإسكالوب” بنسبة 32 بالمائة.

 

وتلقى بعض أنواع الخبز إقبالا كبيرا من المستهلكين فترتفع وتيرة الإستهلاك بنسبة 35 بالمائة خلال شهر رمضان في حين يرتفع استهلاك الخبز الكبير بنسبة 20 بالمائة.

 

ولفت المدير العام للمعهد الوطني للإستهلاك طارق بن جازية إلى أنّ ظاهرة متفشّية في شهر رمضان وهي تبذير الخبز الذي يخلف خسائر يومية بـ 300 ألف دينار (حوالي 150 ألف دولار) في ظاهرة تبذير تقدر بزهاء ثلث المواد التي يتم شراؤها على غرار شراء علب التن بحجم كيلوغرام أول شهر الصيام وفتحها ثم إلقائها في القمامة نظرا لتعفنها السريع .

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.