الرئيسية » تحرر الكلام » تعب ناس حلب من الحرب ويحلمون بالسلام

تعب ناس حلب من الحرب ويحلمون بالسلام

على مر التاريخ الطويل لعبت مدينة حلب السورية دوراً هاماً في الشرق الأوسط نظراً لموقعها الاستراتيجية. واعتبرت حلب عاصمة الاقتصادية لسوريا. لكن الآن توجد أقدم المدينة السورية على حافة البقاء.

اليوم تثير حلب اهتمام المجتمع الدولي لأنه تقرر فيها مصير ليست سوريا فقط فحس بل الشرق الأوسط كله. وركز هنا كل اللاعبين بالأزمة السورية قوتهم: القوات الحكومية السورية، وفصائل المعارضة والمتطرفين الذين تدعمهم تركيا.

يجب الإشارة إلى أن يزيد عدد الجماعات المعارضة التي انضمت إلى الهدنة يومياً. قد سلم سلاحه 59 قائد ميداني للمعارضة المسلحة. ومن الواقع تعب السوريون من الحرب ويريدون السلام في وطنهم.

مع ذلك تتواجد في حلب بعض الجماعات الإسلامية ويقاتل في صفوفها المرتزقة الأجانب. ومن الواضح أن الجماعات المتطرفة مثل “جبهة النصرة”، “أحرار الشام”، “جيش الإسلام”، “فيلق الشام” وغيرها تحارب حتى نهاية لأن هذه الجماعات لم تنضم إلى الهدنة ولم توافق مع نظام وقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك تساعد تركيا المتطرفين لأنها وجهت النظر إلى شمال سوريا وعاصمتها الاقتصادية. كما يقول سكان حلب أن المخابرات التركية تؤمن المقاتلين بالسلاح والذخائر والأموال.

“لم يعد سرا لنا أن أنقرة تسخدم المخابرات من أجل تمويل التنظيمات الإرهابية” – يقول المواطنين في الشوارع. يصل الأشخاص بالسلاح الذين انتهوا دورة التدريب القتالي في المعسكرات التركية إلى أرياف حلب عبر المعابر الحدودية.

وبحسب النشطاء المحليين في نيسان/أبريل العام الجاري وصل أكثر من 300 مقاتل إلى المناطق التي تسيطر عليها الإرهابيون والمعارضة. علاوة على ذلك في مطلع مايو/أيار وصل هناك حوالي 70 مقاتل. من المعروف أنه يتم نقل شاحنات بالذخائر والمعدات الثقيلة ومن ضمنها الدبابات عبر الحدود السورية التركية. ويؤكد هذه الأعمال عن خطط المسلحين لبداية الهجوم الكبير في حلب.

على الرغم من “نظام الصمت” الجاري في المدينة يبقي الوضع في أحياء حلب متوتراً للغاية. وفي مطلع مايو/أيار وصّف فالتر جروس مدير مكتب الصليب الأحمر بحلب الوضع الحالي في المحافظة بالكارثة الإنسانية.

ولا يشعر سكان ثاني أكبر مدينة في سوريا بالأمان في منازلهم ويتشككون في نجاح تمديد “نظام الصمت”. مثلا، يشكو تاجر الخبز اسماعيل الشهباء من القصفات المتواصلة على الأحياء بالمقاتلين  والتي تؤدي إلى مقتل المدنيين يومياً من بينهم النساء والأطفال. حسب قوله نظام وقف إطلاق النار المؤقت لا يضمن الأمن لأهل المدينة بسبب عدم التزامه من قبل المقاتلين.

ويتمسك بنفس الرأي حسين الزيدي الذي يعتقد أن الهدنة المؤقتة ليست حل الوضع لأن مقاتلو المعارضة والإرهابيون لن تستسلموا ولن سلموا سلاحهم. وقال إن ناس حلب تعبوا من الحرب ويحلمون عن العيش في السلام وإعادة إعمار المدينة .وقال إنه يأمل أن القوات الحكومية قادرة على الانتصار أمام الإسلاميين.

محمد القمحي الذي رجع إلى حلب بعد الجرح الثقيل في صفوف الجيش السوري فهو موافق بآراء المواطنيين. يشكو القمحي أنه يوجد سكان حلب على حافة البقاء على قيد الحياة، وليس لديهم الحجم الكافي من الأغذية والأدوية. حسب قوله إن سكان المدينة منهوكين ويحتاج الناس إلى الإغاثة الإنسانية المستعجلة. أضاف محمد أنه ليس كل واحد يريد مغادرة سوريا وبحث الملجأ في أوروبا.

فالواضح أن تؤثر الوضع في حلب على نتيجة النزاع السوري. ورغم على المحن القاسية يأمل ناس حلب أن الحرب تنتهي في الوقت القريب وهم مستعدين للرد الصارم للمرتزقة الأجانب ورعاتهم التركية. ويحلم أهل العاصمة الاقتصادية المزدهرة في الوقت السابق في إعادة إعمار المدينة واسترجاع المجد التأريخي لها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.