الرئيسية » تقارير » مقتدى الصدر: “أدّبتني إيران فأساءت تأديبي”

مقتدى الصدر: “أدّبتني إيران فأساءت تأديبي”

“خاص- وطن”-  كتب شمس الدين النقاز- مطأطئا رأسه أمام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، ومتمتما في سرّه “أنا الرجل الّذي ربّتني إيران فأساءت تربيتي”، كانت هذه هي كلمات زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” أثناء زيارته غير المعلنة إلى أسياده وأولياء أموره وأرباب نعمته من الفرس.

 

ركب “مقتدى الصدر” مكرها الطائرة الإيرانية الخاصة التي أقلته من مطار النجف إلى العاصمة طهران، وكانت المفاجئة غير سارّة منذ بداية المتاعب الّتي تسبّبت فيها بعض الآلاف من المتظاهرين المعارضين لإيران الّذين ردّدوا قبل أيّام “إيران بره بره”.

 

طائرة عاديّة على غير العادة، فلا الكراسي فاخرة ولا الطعام دسم، وإنّما كرسيّ بلاستيكيّ يتيم، وصحن من السلطة وقارورة مياه عاديّة، كما تفاجئ “الصدر” بأنّه لم ير في الطائرة أيّ فريق من المضيفين والمضيفات الّذين كانوا رفقاءه في السفر حيث يقدّمون له ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات الّتي يشتهيها.

 

في تلك الأثناء، عرف الصدر أنّه أمام امتحان صعب، قد يكرم فيه ولكن من المرجّح أنّه سيهان، فالخروج عن طاعة ملالي طهران عقوبتها الّتي لا شفاعة للسلطان فيها “الغضب ثمّ الغضب” ثمّ الطرد والخروج من نعمة خامنئي وإيران.

 

دقّت ساعة الصّفر وطلب سائق الطائرة الإيراني من الصدر أن يستعدّ للنزول، فقال له بلغة فارسيّة تشوبها كثير من الأنانيّة الإيرانيّة “استعدّ للنزول فأسيادك في الإنتظار”، وقبل هبوط الطائرة، ألقى الصدر نظرة من النافذة فلم ير أيّ مسؤول إيراني بارز ينتظره فعرف أنّها الطامة الدنيوية الكبرى.

 

نزل الصدر من الطائرة، فرأى سربا من سيارات الحرس الثوري القديمة تتوجّه صوبه، فسلّموا عليه سلاما عابرا وطلبوا منه مرافقتهم لمقابلة المرشد الأعلى علي خامنئي الّذي ينتظره على أحرّ من الجمر.

 

ركب الصدر إحدى السيارات، وما هي إلّا نصف ساعة حتّى وصل إلى مكان إقامة خامنئي، وقبل الدخول، أمر حجّابُ القصر مقتدى أن ينتظر حتّى يأمر المرشد بإدخاله، فزاد تأكّد الصدر من أنّ الحكاية جدّ وما هي بالهزل.

 

عشر دقائق من الإنتظار المليء بالتفكير، وإذا بصوت المنادي ينادي “أدخلوا مقتدى ابن محمد محمد صادق الصدر”، فدخل الرجل مطأطئا رأسه إلى أن وصل في حضرة “خامنئي”، الّذي رفض النظر إليه ووجّه له كلمتان عابرتان ستظلّان منهجا في حياة من ورّد الفتنة من طهران إلى العراق، لقد قال له خامنئي “لا تغرّنّك قوّتك وعزّتك وجبروتك فنحن ربّيْناك وصنعناك على أعيننا ونحن نقدر على تدميرك وإذلالك، فإيّاك إيّاك أن تظنّ أنّك قادر على الخروج عن طاعة إيران وعن التسبيح بحمد ملالي طهران، والآن يمكنك الرحيل عنّي والرجوع إلى النجف للإعتكاف.”

 

وبعد هذه الكلمات الّتي كانت بمثابة اللكمات، خرج الصدر مدحورا من رحمة خامنئي، فتذكّر ماذا قدّم لإيران طوال 13 سنة الّتي أعقبت الإحتلال، واسترجع كيف قتلت ميليشياته مئات العلماء والمدنيين الأبرياء، كما عاد به الزمن إلى 30 من ديسمبر عام 2006، وتذكّر كيف نغّض على مئات الملايين من المسلمين احتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك، بعد أن ضحّى على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث قامت ميليشياته بإعدام الأخير فجر يوم عيد المسلمين مردّدة “يا مقتدى يا مقتدى”.

 

لكن كلّ هذه الذكريات السيّئة لم تمنع مقتدى الصدر من الرجوع إلى رشده ومصالحة نفسه وشعبه وأمّته، لأنّ الأخير قرّر الإستغفار عن ذنبه الّذي سوّاه مع “إيران” والبقاء لأيّام أخرى في طهران ومن ثمّ الرجوع إلى العراق باطشا بأهلها وبسنّتها ومكدّرا معيشة كردها وشيعتها ومحاسبا من قال “اني الصدر رباني يا قاسم سليماني”.

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “مقتدى الصدر: “أدّبتني إيران فأساءت تأديبي””

  1. لا أظن الصدر الأبن الضال لان يعرف عصا إيران توجع ربما الصدر الذي قتل وفتك بأهل السنة وفعل ما فعل لا يستطيع أن يرجع عن الطائفية لأن إيران ترسم كل شيء بالمسطرة

    رد
  2. ااه یاعراق ثم اه یا صدام متی گانت ایران تودب العراقیین.بل العکس العراقیین هم من کانوا یودبون الایرانیین.لکن عندما وصلوا الحکم حمیر ایران وجیف الشیعه.نعم فلیحکمنا الان حتی المزمبیق.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.