الرئيسية » أرشيف - المجلة » الأسعار مهاودة والشفاء مكفول: إعلانات الأطباء في صحافة أيام زمان عجائب غرائب !

الأسعار مهاودة والشفاء مكفول: إعلانات الأطباء في صحافة أيام زمان عجائب غرائب !

 

“خاص- وطن”- كتب وعد الأحمد-كانت إعلانات الأطباء في صحافة أيام زمان تحمل الكثير من الطرافة والغرابة وخفة الدم وليست مثل إعلانات أطباء اليوم المتجهمة التي تقتصر على ذكر اختصاص الطبيب و شهاداته العليا ومكان تخرجه ، وإنما كانت هذه الإعلانات وسيلة لضرب ” عدة عصافير بحجر واحد” كما يقول المثل الشعبي، حيث تخاطب القارئ الذي ليس بالضرورة أن يكون مريضاً بألفاظ تبدو غريبة اليوم عن عالم الطب من مثل ” أسعار مهاودة ” الشفاء مكفول” “ترون ما يسركم ” أهلا وسهلا ” هلموا ” وغيرها من ألفاظ التشويق والترغيب وكأن الأمر دعوة إلى نزهة ربيعية أو رحلة استجمام .

 

في أواخر القرن التاسع عشر لم يكن في دمشق طبيب بالمعنى العلمي للكلمة وأغلب من كان يمارس المداواة آنذاك كانوا يعملون على أساس التجربة” الكسبية” من رؤسائهم ومعلميهم غير مدينين لأية ثقافة علمية أو جامعة طبية كما يقول المؤرخ (محمد حلمي العلاف ) فكان في دمشق جميعها أربعة أو خمسة أطباء وكحال واحد ولم يكن هناك طبيب جراح لان الجراحة وطبابة الأسنان والعيون مجتمعة كانت داخلة في اختصاص الحلاقين فالحلاق كان طبيباً جراحاً وكحالا وطبيب أسنان ومزيناً لقص الشعور وختان الأولاد .في هذه الفترة انصرف بعض ممن زاول مهنة الطب إلى عرض بضاعتهم _ إن جاز التعبير _ و تذكير الناس بهم ولم يكن هناك من وسيلة إلا الصحافة في مطلع القرن الماضي إذ لم يكن التلفزيون قد ظهر آنذاك وكانت الإذاعة في بدايات انتشارها .

 

الشفاء مكفول

لأطباء الأسنان النصيب الوافر من إعلانات الأطباء أيام زمان فهذا أحد الأطباء ينشر إعلانا طريفا في مجلة( الزهراوي الحمصية) العدد 43 –54 / 8 /1917 السنة الأولى جاء فيه حرفياً ” زُر مستوصف الدكتور اسكندر نبهان فتجد ما يسرك من حسن المعاملة والمهاودة في الأسعار، تطبيب الأضراس على الطريقة الأمريكية وجبات ذهب ثابتة وكاو تشوك أي فلكا ينت ، أمراض اللثة وكل امراض الفم وخصوصاً بيوراية – المعالجة بالكهربائية والحقن المختصة بهذا المرض ، ولا ينسى الطبيب الطريف أن يذكر في أسفل إعلانه أن ” الشفاء مكفول.

وهذا طبيب أسنان آخر يعلن في جريدة (الشاطئ الساحلية) عام 1937 عن علاج جديد لترصيص الدرس المؤلم ” أي الضرس “، وجاء في الإعلان

 

” لقد اشتهر الدكتور قره بيت كوجريان طبيب الأسنان في اللاذقية بمهارته الفائقة، وقد تمّكن هذا الطبيب بترصيص الدرس المؤلم بجلسة واحدة وبدون ألم وهنا معجزة القرن العشرين، فهلموا إلى عيادة الدكتور قره بيت ترون ما يسركم من فن وعلم ومعاملة حسنة وأسعار مهاودة .

 

واللافت للنظر في هذين الإعلانين وفي غيرهما التركيز على المهاودة في الأسعار، وكأن الناس آنذاك كانت تعاني من ارتفاع قيمة المعاينات الطبية كما هو الحال اليوم

 

المتداوين الكرام !

وفي جريدة حمص التي يعود تاريخ صدورها إلى عام 1909 نُشر في 27 / تشرين الثاني 1927 الإعلان التالي :

الدكتور أمين قزما طبيب وجراح الأسنان والفم وأحد معلمي الجامعة الأمريكية سابقاً يتشرف بأن يعلن للأهالي الكرام الذين تشّرف بخدمتهم مدة خمسة عشر عاما بأن التنظيمات الجديدة في المستوصف قد تمت وستفتح أبوابه للمتداوين الكرام اعتباراً من صباح الاثنين الموافق /12 كانون الأول غربي فأهلا وسهلاً بمن يشرف .

وإذا كان الدكتور قزما قد أعلن عن استقباله ” لزبائنه المتداوين في مستوصف خاص فان الكثير من الأطباء كانوا يستقبلون مراجعيهم في البيوت وربما يشير هذا إلى أن العيادات الخاصة لم تكن معروفة كما هي اليوم وكان الأطباء يعلنون عن تطبيب المرضى في بيوتهم ، وهذه نماذج من إعلانات أطباء البيوت أيام زمان :

 

نشر في مجلة المحبة في 30/ تشرين الثاني سنة1904 ” يسرنا أن نعلن للعموم أن جناب الدكتور نجيب أفندي بدورة المعروف ببراعته وتضلعه في فنون الطب قد عزم على اتخاذ محل خاص في الثغر للتطبيب في بيته ويقبل فيه زيارات المرضى ولا شك أن هذا النبأ يسر عموم الذين يعرفون مهارة الدكتور المشار إليه وتفانيه في العناية بمرضاه . و إعلان آخر في المجلة ذاتها يقول : ” الدكتور عبد الرؤوف حمادة يعاين المرضى في بيته الكائن قرب السور ” عصور ” ويطيب الفقراء مجانا كل نهار ثلثاء وجمعة بعد الظهر.

 

على قلة الطبيبات المعلنات في الربع الأول من القرن العشرين استطعنا أن نعثر على إعلان لطبيبة خفيفة الدم تدعى” مدام ماري” وهي طبيبة مولدة حائزة على الشهادة الأولى من المكتب الطبي الشاهاني بجميع أمراض النساء ومحلها بحي الغلغول قرب المستشفى الفرنساوي، وتداوي الطبيبة المذكورة كما جاء في إعلانها المنشور في مجلة المحبة في/ 30 / آذار 1904 المصابين بالدمامل المعروفة بـ ” الخنازير ” بواسطة دهونات خارجية فقط واختباراتها ومعاطاتها هذا الفن مدة طيلة تتعهد بمرضاة كل من يشرفها ، وعند الامتحان يكرم المرء أو يُهان .

 

وبعض الإعلانات ما يتعلق بالشأن الطبي العام ومنها الإعلان التالي :

” صدرت إرادة الحضرة العلية السلطانية بأن تُعفى من رسوم الجمرك كافة الآلات والأدوات الطبية التي استُجلبت للمكتب الطبي الملكي الشاهاني الذي افتتح في الشام الشريف .

وإعلان عن تخريج دفعة جديدة من طلاب الطب يعود إلى مائة عام نشر في مجلة المشرق الصادرة في 14 حزيران 1904

يقول الخبر( إن اللجنة الطبية العثمانية المؤلفة من ” زوئيروس باشا وخلوصي رشيد بك وحكمت أمين بك قد أنهت فحص تلامذة الطب والصيدلة في الكلية السورية واحتفلت عشية الاثنين في منتدى المدرسة بسماع اليمين التي اقسمها ثلاثة وعشرون طبيبا وأحد عشر صيدلياً استحقوا ” الديبلوما ” العثمانية فنهنئ الوطن بأطبائه وصيادلته الجدد والإنسانية بخدمتها الأمناء مكررين في هذا الصدد الثناء على هذا المعهد العلمي الشريف متمنين له التقدم والفلاح بظل الهلال الأنور).

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.