الرئيسية » أرشيف - المجلة » كلما بكت أدمعت دماً.. أغرب مرض أصاب “3” أشخاص فقط

كلما بكت أدمعت دماً.. أغرب مرض أصاب “3” أشخاص فقط

 

رغم مرور 3 سنوات على نزيفها المُفاجئ من العينين والأُذن، عجز الأطباء عن معرفة السبب وراء الحالة الغريبة التي تُعاني منها الفتاة “مارني هارفي” البالغة من العُمر 17 عاماً.

 

بدأ الأمر عام 2013 عندما استيقظت “مارني” لتجد دماءً سميكة الملمس وغامقة اللون على وسادتها، فزعت أُمها “كاثرين” (43 عاماً)، أخذتها في اليوم ذاته إلى الطبيب، الذي أمرهم بعمل فحوصات وتحاليل طبية لازمة، وفق تقرير نشرته “دايلي ميل”. كانت المُفاجأة، لم يكُن هُناك أي شيء غريب بالفحوصات، جاءت تحاليل الدم ووظائف الأعضاء صحية تماماً.

 

عامان كاملان، والفتاة تعرض على أطباء كثيرين نصحوها بتغيير النظام الغذائي، بخلاف نصائح مُتعلقة بالصحة النفسية، لكن دون جدوى. ظلت حالتها تسوء أكثر فأكثر، حتى أصبحت تُعاني من نزيف دائم كُلما ذهبت لتخلُد إلى النوم، سواء كان النزيف من أنفها أو أُذنها أو عينيها. وصلت عدد المرات التي تنزف فيها دماً إلى 5 مرات يومياً تقريباً، لكن مازال الأطباء عاجزين عن تفسير هذه الحالة وإن كانت ذات سبب عضوي أو نفسي. وزاد الأمر سوءاً في الأسبوعين الماضيين، حيث بدأت تنزف من فروة رأسها، ولسانها، ثم انتشر الأمر بين جميع الأطباء سريعاً، حتى أنهم أطلقوا عليها لقب “الفتاة الغامضة”.

 

وقالت “مارني” في وصف حالتها “استيقظتُ لأجد عيني اليُمنى تنزف دموعاً حمراء وسميكة، وجدت الدماء تُغطي وجهي بأكمله وشعرت بألم شديد في مؤخرة عيني، هرولت في فزع إلى والدي في الغُرفة السفلية، صرخ أخوتي عندما رأوني، واتصل أخي بالإسعاف”.

 

تُعاني “مارني” من مشكلتها هذه مُنذ عام 2013 دون وجود أي علاج أو دواء يُخفف من آلامها على الأقل، حتى أن الأمر ظل يتحول من سيئ إلى أسوأ، مُنتهياً بأنها بدأت تسعل دماً، وحين قامت بإجراء فحص على منطقة الصدر والرئة وجدوا أن كُل شيء سليم ويسير على ما يرام.

 

ظلت “مارني” تتردد بين الحين والآخر على مُستشفى “ستافوردشير”، وقامت بالعديد من فحوص الدم، وفي غضون ذلك كانت تُعاني من الصُداع النصفي والإعياء بصورة مُستمرة ما جعلها تتغيب لأسابيع عن المدرسة. وفق ما ذكرته هافنغتون بوست

 

حتى أن مستوى الحضور قلّ بنسبة 50%، ومع ذلك استطاعت اجتياز المرحلة الثانوية، لكن نتائجها لم تكن كما تمنت هي وعائلتها. وأضافت “مارني” أنه “كان الصُداع النصفي مؤلماً حقاً حتى أنني لم أستطع أن أتحرك خارج السرير ولم أتمكن إلا من الجلوس في غُرفتي المُظلمة دوماً حتى أهدأ”.

 

ورغم أن العديد من النصائح التي قُدمت لها من قِبل الأطباء كانت دون جدوى، حتى أنها اتبعت تلك النصائح المُتعلقة بالنظام الغذائي، فقامت بمُقاطعة الشوكولاتة والسُكر والقمح أيضاً، لكن لم يفلح أي من ذلك.

 

وفيحزيران 2015 بدأ كلٌّ من الصُداع النصفي والألم يشتدان أكثر فأكثر، وتكررت حادثة النزيف مراراً وتكراراً حتى أنها ذهبت إلى المُستشفى لعمل فحوص على منطقة الدماغ، لكن كالمُعتاد لم يكن هُناك أي ضرر وكان كُل شيء يسير على ما يُرام. ظل النزيف يتكرر يومياً بمُعدل 5 مرات، وكانت تواجه صعوبة في فتح عينيها، حتى أنها تشعُر بألم بالغ في مؤخرة عينيها كلما حاولت أن تفتحهما. وتحولت حياة “مارني” إلى جحيم، وانقلبت رأساً على عقب، فبعد أن كانت تطمح بأن تُصبح مُمرضة لتُداوي المرضى وتُساعدهم، أصبحت هي التي تحتاج للرعاية.

 

حوّل المرض الفتاة ذات الـ17 عاماً إلى امرأة عجوز تُعاني من أمراض الشيخوخة، وبعد أن كانت تخرج كُل يوم مع صديقاتها، أصبحت تخاف أن تُغادر حُجرتها. وتابعت “مارني”: “إذا أردت الخروج في الصيف يجب أن أُغطي عيني بالنظارات الشمسية خشيةً من أن تنزف عيني في أي وقت ويراني أحدهم فأتسبب في فزعه”.

 

مع مرور الوقت بدأت الكدمات تظهر على جسدها مُظهرة انتفاخاً جسدياً مؤلماً كُلما ضُغط عليه. ووالداها يشعُران بالخوف والأسف الشديدين، حيثُ قالت السيدة كاثرين: “أشعر بالإحباط الشديد لفشل الأطباء في تشخيص حالة ابنتي، لقد قُمنا بفحوص على جسدها بأكمله، تأكدنا من سلامة الدماغ، والكبد، والأوعية الدموية، والرحم والمبايض، ليس لديها أية ورم ولا مرض ولا أي مشاكل في تخثر الدم، ما الخطب إذاً؟!”.

 

3 حالات فقط في العالم

 

ظلت العائلة على ارتباكها ما دفعهم إلى البحث أكثر وراء الأمر، حتى وجدوا أن هُناك حالتين مُشابهتين لحالة ابنتهما.

 

الحالة الأولى لصبي يُدعى “كالفينو إنمان” البالغ من العُمر 15 عاماً، شخّصه طبيبه بمرض مُشابه وهو “بُكاء الدم” بمُعدل 3 مرات يومياً.

 

والحالة الثانية كانت لـ”توينكل ديفيدي” في الهند، والتي حدثت في عام 2008، حيث كانت تُعاني أيضاً من النزيف من جلدها دون أن تُصاب بخدش أو قطع.

 

الدكتور الذي تابع حالة “توينكل” شخّص حالتها بأنه من المُمكن أن تكون بسبب خلل في النظام المسؤول عن تجلُّط الدم.

 

لكن الحالتين الماضيتين لم تكونا الأقرب لحالة “مارني”، خاصةً أن كُلاً منهم على الأقل تم تشخيصه، لكن حالة “مارني” لم تُشخص بعد.

 

حالة مارني الاجتماعية أيضاً يُرثى لها، فأصبح أصدقاؤها يبتعدون عنها تدريجياً، حتى أقاربها لم يعودوا يأتون لزيارتها؛ لأن الكُل يتجنبها ويخاف منها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.