الرئيسية » الهدهد » تعذيب ممنهج في سجن المرناقية “غوانتنامو السجون التونسية”

تعذيب ممنهج في سجن المرناقية “غوانتنامو السجون التونسية”

لوس أنجلوس (وطن – خاص)

واصل المدون التونسي وأستاذ الرياضيات عبد الفتاح سعيّد تدويناته على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” واصفا الظروف التي عاشها في سجن المرناقية بالعاصمة التونسية طيلة أكثر من 5 أشهر من الإيقاف في هذا السجن سيّء الصّيت والّذي يوصف بـ”غوانتنامو تونس”.

وقال المدون التونسي في تدوينته اليوم الخميس “مَرَضِي بسبب الإستحمام بالماء البارد في سجن المرناقية،وقت ضائع وأموال ضائعة بسبب لامبالاة المسؤولين في سجن المرناقية.

لم تُمكِّنَّا إدارة السجن مِن الماء الساخن إلا في أواخر نوفمبر، يعني بعد أن قضَّيْنَا كامل فصل الخريف نسْتحِمُّ بالماء البارد، وهو ماء بارد جدا صيفا وشتاءً،فهو ليس ماء الصوناد، بل مياه جوفيّة ولما أخذونا للإستحمام بالماء الساخن،كانت المياه ساخنة جدا،ولم تكُن هناك حنفية للماء البارد،ثم في المرات الموالية، أصبحت هناك حنفية واحدة للماء البارد،فَيصطفُّ المساجين في (courant d’air) ليخلِطوا البارد بالساخن في إناء بلاستيكي صغير،ثم يعيدون الكرَّة ذهابا وإيابا.

وأضاف أستاذ الرياضيات التونسي الّذي سجن بسبب تشكيكه في رواية وزارة الداخلية التونسي جول عملية سوسة الإرهابية في شهر يوليو الماضي “وسريعا ما يُقالُ لك : هيّا،باش نقصّ الماء (أسرع سنقطع الماء)!

وعِلما أنك قد تحتاج للإستحمام خارج الموعد الذي تُحدده إدارة السجن،فتضطر للإستحمام مرة أخرى بالبارد.

عندما رأيت ذلك قررتُ ( وآخرين) مواصَلَةَ الإستحمام بالبارد،وها أنني بين طبيب الأمراض الصدرية ، والأشعة، والصيدلية.

وتابع عبد الفتّاح سعيّد الّذي حكمت المحكمة قبل أيّام بعدم سماع الدعوى في حقّه داعيا على من تسبّب له في هذه المخلّفات قائلا “اللهمّ انتقِم مِن طبيب سجن المرناقية الذي تجَاهَلَ مرضي،وانتقم اللهمّ مِن كل مسؤول في سجن المرناقية يَتَعَمَّد الإبقاء على هذا القتْل البطيء للإنسان.

وواصل “سعيّد” “كل أسبوع أخرج للطبيب لأقول له أنني أحس بأوجاع في الجهة اليُسرى للصدر،فيخُطُّ على ورقته حروفا، وأعود إلى فراشي ( بَيَاصِي) حزينا عليلا.

وساق المدون التونسي جملة من الملاحظات الّتي بقيت عالقة في ذهنه طيلة فترة سجنه وبدأها بكشفه لحقيقة تعامل الرابطة التونسية لحقوق الإنسان معه أثناء فترة إيقافه:

ملاحظة أولى:أين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ؟

آه، نسيت، إنها بصدد الدفاع عن حقوق قوم لوط، عن الشواذ،فقد أعلنت السيدة بلقيس المشري نائبة رئيس الرابطة عن تنديدها بالأحكام القاسية المُسَلَّطَة على 5 شباب ضُبِطوا بالقيروان يمارسون الرذيلة فحوكموا بـ 3 سنوات سِجنا،وبعد تَدخُّل الرابطة التي يسيطر عليها اليسار المتعاطف جدا مع الشواذّ،أُفرج عنهم بضمان 500 د خطية (حوالي 250 دولارا) !

الرابطة مشغولة كذلك بالدفاع عن النقابي الأمني عصام الدردوري الذي يسرب الوثائق الأمنية السرية.

الرابطة  عندما زارتني كان أول سؤال طرحته عَلَيَّ ما هو انتماؤك السياسي ؟ !!!

ملاحظة ثانية:

في رأس السنة الميلادية، تُرسل لنا إدارة السجن أشخاصا حاملين معهم صندوق مرطبات لنَطَّلع عليه وعلى سعره (35 د) (17 دولار)، لكتابة قائمة بأسماء المساجين الذين سَيَشْتَرون المرطبات.

ما ناقص المسجون كان ماكلة القاطو ! (لا ينقص المسجون إلّا أكل المرطبّات).

نطالب بتخفيف الإكتظاظ فيأتينا مدير السجن بالمرطبات!

نطالب بأن لا ننام في أربعة فيأتينا مدير السجن بالمرطبات؟

نطالب بالدواء، فيقول لنا: المرطبات أفضل!

نطالب بأن تكون الآريا حول الملعب المُعشّب،فيأتينا بالمرطبات!

هل يفكر في إسعاد المساجين، أم يفكر في إسعاد بائعي المرطبات، أم أن له ربحا من العملية ؟؟؟؟؟

وختم السجين التونسي الّذي غادر سجن المرناقية في الخامس من شهر فبراير الجاري تدوينته قائلا “سأرفع بكم قضية أيها الأنذال،طال الزمان أم قصُرَ،في انتظار أن أرفعها أمام مالِكِ المُلْك،أنا والضحايا الآخرين أمثالي،”يوم تَرَى نفْس ما عمِلت مِن سُوءٍ تَوَدُّ لوْ أنَّ بيْنها وبيْنه أمَدًا بعيدًا”.

وحوش يُمسكون بقطاع خطير مثل هذا !!!

هل دَرَسوا وظيفة السجن؟

هل اطّلعوا على سجون الدُّول المتقدمة؟

هل يعرفون أنه وفي الدول المتقدمة، قد يخرج السجين بشهادة محترمة،وأن الغرفة تضم بين 1 و6 أشخاص،وأن لهم غرفة استحمام محترمة ،

وأنهم يُجرون المكالمات الهاتفية،ويستقبلون عائلاتهم مباشرة بلا حواجز بلورية،

ويلعبون البيار(البلياردو)، والكرة، وتنس الطاولة،ويَحْظَوْن برعاية طبية مُحترمة.

يذكر أنه في 15 و17 من شهر نوفمبر 2012 توفّي معتقلين سلفيين تونسيين (محمد البختي وبشير القلي) في سجن المرناقية بالعاصمة، وذلك بعد إضراب عن الطعام دام 56 يوما أعقبه إهمال كبير من قبل موظفي السجن.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.